السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ,,
أحبتي في الله .. أرجو أن تقرأو الموضوع بقلوبكم قبل أعينكم
ولا يهم التعقيب على الموضوع أكثر من الاستفادة منه .. :)
لماذا التوبة ؟
الحمدلله غافر الذنب , وقابل التوب , شديد العقاب , الفاتح للمستغفرين الأبواب
الميسر للتائبين الأسباب , والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين ,,
كلنا ذوو خطأ
كلنا مذنبون .. كلنا مخطئون .. نقبلُ على الله تارة وندبر أخرى
نراقب الله مرة .. وتسيطر علينا الغفلة أخرى .. لا نخلو من المعصية
ولا بد أن يقع منا الخطـأ .. فلست أنا وأنت بمعصومين " كل ابن آدم خطاء
وخير الخطائين التوابون " (رواه الترمذي وحسنه الألباني )
ولكن ما التوبة ؟
التوبة هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهرا أو باطنا إلى ما يحبه الله
ظاهرا وباطنا .. وهي اسم جامع لشرائع الاسلام وحقائق الايمان
هي الهداية الواقية من اليأس والقنوط , هي الينبوع الفياض
لكل خير وسعادة في الدنيا والآخرة .. هي ملاك الأمر , ومبعث الحياة
ومناط الفلاح .. هي أول المنازل وأوسطها وآخرها .. هي بداية العبد ونهايته
هي ترك الذنب مخافة الله .. واستشعار قبحه ... والندم على فعله .. والعزيمة على عدم
العودة إليه إذا قدر .. هي شعور بالندم على ما وقع .. وتوجه إلى الله فيما بقي , وكف عن الذنب .
ولماذا نتوب ؟
قد يسأل سائل : لماذا أترك المعصية وأنا أجد فيها متعتي ؟ .. لماذا أدع مشاهدة الأفلام وسماع الأغاني
وفيها راحتي .؟ ولماذا أمتنع عن المعاكسات الهاتفية وفيها بغيتي ؟ ولماذا أتخلى عن النظر الى الحرام
وفيه سعادتي ؟؟ لماذا أتقيد بالصلاة والصيام وأنا لا أحب التقيد والارتباط ؟ ولماذا .. ولماذا ..
أليس ينبغي على الإنسان فعل ما يسعده ويريحه ويجد فيه سعادته ؟
فالذي يسعدني هو ما تسميه معصية .. فلم أتوب ؟؟
وقبل أن أجيبك على سؤالك – أخي الحبيب , أختي الحبيبة – لا أن يعلم كل منكما أنني ما أردت
الا سعادتكما , وما تمنيت الى راحتكما , وما قصدت الا الخير لكما في الدارين ... الدنيا والآخرة
والآن أجيب عن السؤال وأقول – لأن التوبة :
1 – طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى فهو الذي أمر بها فقال
" يا أيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا " (التحريم : 8 )
وأمر الله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة ..
2 – سبب لفلاحك في الدنيا والآخرة , قال تعالى " وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون
لعلكم تفلحون " (النور : 31) فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ ولا يسر ولا يطيب
إلا بعبادة ربه والإنابة إليه .
3 – سبب لمحبة الله تعالى لك , قال تعالى " ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " (البقرة : 222)
وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب عليه ؟!
4 – سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار , قال تعالى " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة
واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا (59) الا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة
ولا يظلمون شيئا " (مريم : 59 – 60 ) , وهل هناك مطلب للانسان يسعى من أجله الا الجنة ؟؟
5 – سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القول والامداد بالأموال والبنين , قال تعالى
" والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم " ( هود : 25 )
وقال تعالى " فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا (10) يرسل السماء عليكم مدرارا (11) ويمددكم
بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا " ( نوح : 10 – 12 ) .
6 – سبب لتكفير سيئاتك وتبديلها الى الحسنات , قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا
توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار "
(التحريم : 8 ) , وقال سبحانه " الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم
حسنات وكان الله غفورا رحيما " ( الفرقان : 70 )
أخي المسلم .. أختي المسلمة ... :)
ألا تستحق تلك الفضائل - وغيرها كثير - أن نتوب من أجلها ؟ !
لماذا نبخل على أنفسنا بما فيه سعادتها ؟ لماذا نظلمها بمعصية الله ونحرمها
من الفوز برضاه ؟ جدير بنا أن نبادر الى ما هذا فضله وتلك ثمرته .
.
.
.
قال الشاعر ...
قــدِّم لنـفسـك توبـة مـرجـوة .*. قـبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غلق النفوس فـإنهـا .*. ذخر وغنم للمنيب المـحســـــن
.
.
.
التوبة نعمة من الله
لا تسلهلون فيها
ارجو من الله ان تستفيدو قبل ان تردو على الموضوع